للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليه وسلم أو أحد أصحابه، لأن الإيمان بوجود الله تبارك وتعالى أمر فطرت عليه القلوب أعظم من فطرتها على الإقرار بغيره من الموجودات، فهو سبحانه أبين وأظهر من أن يجهل فيطلب الدليل على وجوده.

يقول ابن القيم: "سمعت شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية قدس الله روحه يقول: كيف يطلب الدليل على من هو دليل على كل شيء؟ وكان كثيرًا ما يتمثل بهذا البيت:

وليس يصح في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل (١)

ومعلوم أن وجود الرب تعالى أظهر للعقول والفطر من وجود النهار ومن لم ير ذلك في عقله وفطرته فليتهمهما". (٢)

ولكن قد وجد من انحرفت فطرهم فقالوا بأن العالم لم يزل وهم الدهرية.

وقد رد القران الكريم على هؤلاء بما يضطر العقول إلى الإعتراف بالحق والرجوع إلى الصواب.

ومما سبق ندرك أن الإستدلال في القرآن على وجود الله تبارك وتعالى أتى من طريقين، ليس الهدف منهما هو الإستدلال على وجوده تعالى فدلالتهما عليه استنتاجًا:


(١) البيت لأبي الطيب المتنبي انظر ديوانه بشرح العكبرى جـ ٣ ص ٩٢. وفيه بدل "الأذهان" "الأفهام". وهو في مختصر الصواعق جـ ١ ص ١٧٥، ومدارج السالكين جـ ١ ص ٦٥، وفي كتاب العلو للذهبي ص ٥٩. كما ذكرناه. ولم ينسب إلى قائل.
(٢) مدارج السالكين جـ ١ ص ٦٠. وانظر مختصر الصواعق جـ ١ ص ١٧٠.

<<  <   >  >>