للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما الفرقة الثانية، فإنها تذهب إلى أن العالم هو مدبروه لا غيرهم البتة وهم الديصانية، (١) والمزقونية (٢)، والمنانية (٣) القائلون بأزلية الطبائع الأربع (٤) بسائط غير ممتزجة ثم حدث الامتزاج فحدث العالم بامتزاجها" (٥).

ثم استدل على وحدانية فاعل العالم ومدبره فقال:

إن العالم لو كان مخلوقًا لاثنين فصاعدًا لكانا مشتبهين أو مختلفين


(١) هم أصحاب ديصان أثبتوا أصلين نورا وظلمة فالنور يفعل الخير قصدا، والظلام يفعل الشر طبعا، وزعموا أن النور حي عالم قادر والظلام بعكس ذلك، والنور جنس واحد وكذا الظلام. انظر الملل جـ ٢ ص ٥٥، ٥٦ والفصل جـ ١ ص ٣٦. واعتقادات فرق المسلمين للرازي ص ٨٨.
(٢) لعل الصواب أنها المرقيونية، وهم أصحاب مرقيون، أثبتوا أصلين قديمين متضادين النور والظلمة وثالث هو العدل الجامع وهو سبب المزاج وهو درجة بين النور والظلمة. انظر الملل جـ ٢ ص ٥٧، والفصل جـ ١ ص ٣٦ واعتقادات فرق المسلمين ص ٨٩.
(٣) هم أصحاب ماني بن فاتك الحكيم الذي ظهر في زمان سابور أردشير وقتله بهرام بن هرمز بن سابور. يقولون بنبوة عيسى دون موسى عليهما السلام ويقولون بنبوة زرادشت وماني ودين ماني الذي أحدث بين المجوسية والنصرانية وزعم أن العالم من أصلين قديمين النور والظلمة وأنكر وجود شيء إلا من أصل قديم. انظر الفصل جـ ١ ص ٣٥، ٣٦ والملل جـ ٢ ص ٤٩ - ٥٤.
(٤) هي اليبوسة، والرطوبة، والحرارة والبرودة.
وهذه هي طبائع الأركان التي ركب منها الإنسان والأركان هي: التراب، والماء، والهواء، والنار.
ويعتقد الطبائعيون أنها أصل كل شيء انظر الملل جـ ٢ ص ٧٩. وتلبيس إبليس لابن الجوزي ص ٤٣. وشرح الهراس لنونيه ابن القيم جـ ٢ ص ٤٣٥.
(٥) الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم جـ ١ ص ٣٤، ٣٥.

<<  <   >  >>