للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سكن قرطبة من آل حزم، وفيها ولد أبو محمد بن حزم فيما ذكره صاعد بن أحمد. (١) قال: "كتب إلى أبو محمد بن حزم بخطه يقول: ولدت بقرطبة في الجانب الشرقي من ربض منية المغيرة" (٢) وتعيين قرطبة موضع ولادته محل إجماع.

هذا ما يتفق عليه أكثر المؤرخين القدماء الذين ترجموا لأبي محمد بن حزم، من أنه رحمه الله فارسي الأصل. وأن جده الأقصى "يزيد" هو أول من أسلم من أجداده، وأنه مولى ليزيد بن أبي سفيان. ويخالف هذا أبو مروان ابن حيان المؤرخ، وابن سعيد صاحب المغرب. يقول ابن حيان: "وقد كان من غرائبه انتماؤه في فارس. واتباع أهل بيته له في ذلك بعد حقبة من الدهر تولى فيها أبوه الوزير المعقل في زمانه والراجح في ميزانه، أحمد بن سعيد بن حزم لبنى أمية أولياء نعمة لا عن صحة ولاية لهم عليه فقد عهده الناس خامل الأبوة مولد الأرومة من عجم لبلة جده الأدنى حديث الإسلام لم يتقدم لسلفه نباهة فأبوه أحمد - على الحقيقة - هو الذي بنى بيت نفسه في آخر الدهر برأس رابية وعمده بالخلال الفاضلة من الرجاحة والمعرفة والدهاء، والرجولة والرأى. فاغتدى جرثومة سلف لمن نماهم أغنتهم عن الرسوخ في أول السابقة فما من شرف إلا مسوق عن خارجية ولم يكن إلا كلا ولا حتى تخطى على - صاحب الترجمة -


(١) هو صاعد بن أحمد المالقي أبو القاسم القرطبي الأندلسي قاضى طليطلة. كان عالما بالأخبار، صنف التعريف بطبقات الأمم قيل إنه توفى سنة ٤٩٧ هـ.
انظر هدية العارفين لإسماعيل باشا البغدادي ج ٥ ص ٤٢١.
(٢) كتاب الصلة لابن بشكوال ج ٢ ص ٣٩٦.

<<  <   >  >>