للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واستدل بقوله تعالى: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ} (١). وليس فيها دلالة على نفي صفات الله تعالى، وإنما فيها تنزيه الله تعالى وتقديسه عن كل ما لا يليق بصفات الإِلهية، وفي الآية إثبات ما استدل على نفيه ففي قوله "رب العزة" وصفه بكل ما يليق بإلهيته لأن الربوبية إشارة إلى التربية، وهي دالة على كمال الحكمة والرحمة و "العزة" إشارة إلى كمال القدرة، لأن الألف واللام تفيد الاستغراق وإذا كان الكل ملكًا له لم يبق لغيره شيء" (٢).

فليس في الآيتين ما يدل على نفي الصفات عن الباري تعالى كما استدل بهما ابن حزم. يقول ابن تيمية عن الظاهرية: - إن الظاهرية مع انتسابهم إلى الحديث والسنة أنكروا القياس الشرعي المأثور عن السلف والأئمة.

ودخلوا في الكلام الذي ذمه السلف، والأئمة حتى نفوا حقيقة أسماء الله وصفاته.

ويرى ابن تيمية أن إثبات الأسماء دون الصفات سفسطة (٣) في


(١) سورة الصافات آية (١٨٠).
(٢) انظر التفسير الكبير للرازي جـ ٢٦ ص ١٧٣. والكشاف للزمخشري جـ ٣ ص ٣٥٨. والبحر المحيط لأبي حيان جـ ٧ ص ٣٨٠. والنهر له على هامش البحر جـ ٧ ص ٣٧٨.
(٣) السفسطة مذهب فلسفي ظهر في البيئة اليونانية، ويسمى أهله السوفسطائية وهم يمارون في حقائق الأمور ويسرفون في المغالطة. والسفسطة أنواع ثلاثة نفي الحقائق، أو الوقوف فيها، أو جعلها تابعة لظنون الناس، وقيل بنوع رابع وهو القول بأن العالم في سيلان فلا يثبت. انظر منهاج السنة جـ ١ ص ٢٤٢ والمنتقى من منهاج الاعتدال ص ١٠٣، والهامش ص ٨٠.

<<  <   >  >>