للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالى من طريق الاستدلال (١). فوقعت فيما فررت منه، وهذا الرأي مأخوذ عن الفلاسفة الذين اعتقدوا أن ذات الله تعالى واحدة لا كثرة فيها بوجه، والصفات هي الذات وليست معاني وراءها قائمة بها وترجع إلى السلوب واللوازم (٢).

وقد رد الإمام أبو الحسن الأشعري على من يقول، إن علم الله هو الله فقال: "إذا قلت إن علم الله هو الله فقل يا علم الله اغفر لي وارحمني فإن أبى ذلك لزمته المناقضة، واعلموا يرحمكم الله أن من قال: عالم ولا علم كان مناقضًا كما أن من قال علم ولا عالم كان مناقضًا وكذلك القول في القدرة والقادر، والحياة، والحي والسمع والبصر والسميع والبصير" (٣) وهذا ما ذهب إليه سلف الأمة وأئمتها فهم يثبتون لله تعالى ما ورد من الأسماء ومصادرها لما هو معلوم من أن اسم عالم اشتق من علم وقادر اشتق من قدرة، وحى من حياة وسميع من سمع وبصير من بصر ولا تخلو أسماء الله عز وجل من أن تكون مشتقة فيفيد كل اسم معناه أو على طريق التلقيب ويتنزه الله تبارك وتعالى أن تكون أسماؤه على طريق التلقيب باسم ليس فيه إفادة معناه، وليس مشتقًا من صفة، فإذا قيل: إن الله تعالى عالم قادر فليس ذلك تلقيبًا كما تقول زيد، وعمر على مسمى بهما، وعلى هذا إجماع


(١) انظر الفصل جـ ٢ ص ١٣٩.
(٢) انظر آراء أهل المدينة الفاضلة للفارابي ص ٣٣. والملل جـ ١ ص ٤٩، ٥٠.
ودرء تعارض العقل والنقل جـ ١ ص ٢٨٣، ٢٨٤، ومبادىء الفلسفة تعريب أحمد أمين ١٣٧، ومقدمة مناهج الأدلة لمحمود قاسم في نقد مدارس علم الكلام ص ٤٠.
(٣) الإِبانة عن أصول الديانة للأشعري ص ٣٨ بتصرف قليل وانظر اللمع له ص ٣٠. ولمع الأدلة في قواعد أهل السنة والجماعة للجويني ص ٨٨.

<<  <   >  >>