للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخالق البارىء المصور له الأسماء الحسنى" (١) فلا يحل لأحد أن يشتق لله تعالى اسمًا لم يسم به نفسه برهان ذلك أنه تعالى قال: " {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (٥)} " (٢) وقال: " {وَأَكِيدُ كَيْدًا (١٦)} " (٣) وقال: " {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (٥٤)} " (٤).

فلا يحل لأحد أن يسميه البناء، ولا الكياد، ولا الماكر، ولا المتجبر، ولا المستكبر، لا على أنه المجازي بذلك، ولا على وجه أصلًا، ومن ادعى غير هذا فقد ألحد في أسمائه تعالى: وتناقض وقال على الله تعالى الكذب وما لا برهان له به (٥).

لا نوافق ابن حزم على اطلاق قوله في أسماء الله تعالى.

أما تسمية الله بما ورد: -

فلا ينكر مسلم أن الله تعالى يسمى بما سمى به نفسه، ويدعى بأسمائه الحسنى لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (٦) ولقوله: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} (٧) فقد أثبت أن له الأسماء الحسنى، وأمر بالدعاء بها فظاهر هذا أن له جميع الأسماء الحسنى بحيث لا يجوز نفيها عنه كما فعل الكفار. وأمر بدعائه مسمى بها دون غيرها. وأما عدم الاشتقاق له من أسمائه اسمًا فغير مسلم.


(١) سورة الحشر الآيتان (٢٣، ٢٤).
(٢) سورة الشمس آية (٥).
(٣) سورة الطارق آية (١٦).
(٤) سورة آل عمران آية (٥٤).
(٥) انظر المحلى جـ ١ ص ٣٦، ٣٧. والفصل جـ ٢ ص ١٦٥.
(٦) سورة الأعراف آية (١٨٠).
(٧) سورة الإسراء آية (١١٠).

<<  <   >  >>