للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول ابن تيمية: "ويفرق بين دعائه والإخبار عنه فلا يدعى إلا بالأسماء الحسنى وأما الإخبار عنه فلا يكون باسم سيء لكن قد يكون باسم حسن، أو باسم ليس بشيء وإن لم يحكم بحسنه .. وإن كانت أسماء المخلوق فيها ما يدل على نقصه وحدوثه، وأسماء الله ليس فيها ما يدل على نقص ولا حدوث بل فيها الأحسن الذي يدل على الكمال وهي التي يدعى بها. وإن كان إذا أخبر عنه يخبر باسم حسن أو باسم لا ينفي الحسن ولا يجب أن يكون حسنًا، (١) وأما في الأسماء المأثورة فما من اسم إلا وهو بدل على معنى حسن" (٢).

ويقول الرازي: "لله تعالى أن يسمى نفسه بما اختار وليس لأحد أن يسميه بما يوهم النقص من غير ورود الشرع به" (٣).

وقد وقع الاتفاق على جواز إطلاق أسماء عليه تبارك وتعالى ليست من الأسماء الحسنى، لكن معناها حق مثل المريد، والمتكلم، والموجود، والشيء والذات، والأزلي، والأبدي، وغيرها، وقد دلت عليها الأسماء الحسنى الواردة بالنص (٤).

يقول أبو يعلى: "ويجوز أن يسمى الله تعالى بكل اسم ثبت له


(١) يريد ابن تيمية أنه إذا أخبر عن الله باسم لا يجب أن يكون هذا الاسم حسنًا في ذاته مثل شيء، وذات ونحوهما فمن حيث ذات الألفاظ لا يحكم عليها بالحسن ولكنها لا تنفيه.
(٢) مجموعة الفتاوى لابن تيمية جـ ٦ ص ١٤٢، ١٤٣.
(٣) التفسير الكبير للرازي جـ ٢٨ ص ٢٩٩.
(٤) انظر شرح العقيدة الأصفهانية لابن تيمية ص ٥. ومجموعة الفتاوى له جـ ٦ ص ١٤٢. والمقصد الأسنى شرح أسماء الله الحسنى للغزالي ص ١٥٨.

<<  <   >  >>