للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معناه في اللغة ودل العقل والتوقيف (١) عليه إلا أن يمنع من ذلك سمع وتوقيف" (٢).

وقد فصل أبو حامد الغزالي فيما يطلق على الله تعالى من الأسماء والصفات بأن ما يرجع منها إلى الاسم (٣)، فموقوف على الإذن، وما يرجع إلى الوصف فلا يقف على الإذن بل الصادق منه مباح دون الكاذب (٤). وأرى أن هذا المذهب هو مذهب من يجيز تسمية الله تعالى بكل ما ثبت له معناه في اللغة، وصحح العقل إثباته له، لأن من يجيز تسمية الله بذلك لا يسمى الله تعالى بأسماء هي أعلام فارغة عن المعاني وإنما يسميه بما ثبت له معناه في اللغة ودل العقل والتوقيف عليه أي دل على معناه ما ورد من أسماء الله تعالى في الكتاب والسنة، فهذا الإثبات يرجع إلى الوصف، وتفصيل الغزالي هذا هو تفصيل لمذهب المجيزين فحقيقة القولين واحدة.

ويناقض ابن حزم مذهبه - عدم تسمية الله تعالى إلا بما ورد -


(١) أي ما كان معناه صحيحا، ولم يحل العقل إطلاقه على الله تعالى. وثبت معناه بالسمع.
(٢) المعتمد في أصول الدين لأبي يعلى ص ٦٢. وانظر المواقف الموقف الخامس في الإلهيات ص ٣٥٢.
(٣) يقصد بالاسم اللفظ الموضوع للدلالة على المسمى دون إرادة معناه. أي اسم علم جامد، وكل أسماء الله تعالى التي سمى بها نفسه، أو اسماه بها رسوله - صلى الله عليه وسلم - ليست من هذا القبيل لما بيّنا من أن أسماءه تعالى مشتقة من صفاته فلا يجوز أن يسمى الله تعالى باسم لا يدل على معنى، لأن الاسم بهذا الوضع ما سمى به الإنسان نفسه أو سماه به وليه من والديه أو سيده، ووضع الاسم تصرف في المسمى ويستدعى ذلك ولاية وهو لتمييز المسمى فقط. انظر المقصد الأسنى للغزالي ص ١٦٥.
(٤) انظر المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى للغزالي ص ١٦٤، ١٦٥.

<<  <   >  >>