للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيثبت الذات لله تعالى (١) من غير أن يستند بذلك إلى نص ظاهر كما هو مذهبه الأخذ بظواهر النصوص، وعدم جواز تسمية الله تعالى بما ثبت له معناه في اللغة ودل العقل على جواز إثبات ذلك المعنى له لتضمنه كمالًا لا نقص فيه وإمكان اتصاف الله تعالى به كما هو رأى كثير من أئمة أهل السنة، فقد نقل عن الإمام أحمد بن حنبل أنه يسمى الله تعالى "دليلًا" (٢) والدليل على صحة هذه التسمية هو أن "الدليل" هو الهادي، لأنه تبارك وتعالى هو الذي هدى خلقه إلى معرفته، وربوبيته، وهدى عباده إلى صراطه المستقيم كما قال: "يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم" (٣) وهدى مخلوقاته إلى ما لابد لهم منه في حياتهم وقضاء حاجاتهم يقول تعالى: "الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى" (٤) ويقول: "والذي قدر فهدى" (٥) (٦) ويستدل أبو يعلى على جواز تسمية الله تعالى بالدليل بأن "الدليل" هو الرشد إلى المطلوب وهذا من صفاته سبحانه لأنه يرشد إلى الخير قال تعالى: " {وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا} " (٧). (٨).

تجويز تسمية الله تعالى بما يرجع إلى الوصف، لأنه خبر عن أمر والخبر ينقسم إلى صدق وكذب، والشرع قد دل على تحريم الكذب


(١) انظر الفصل جـ ٢ ص ١٧٢.
(٢) انظر المعتمد في أصول الدين لأبي يعلى ص ٦٢، ٦٨.
(٣) سورة يونس آية (٢٥).
(٤) سورة طه آية (٥٠).
(٥) سورة الأعلى آية (٣).
(٦) انظر المقصد الأسنى شرح الأسماء الحسنى للغزالي ص ١٤٠، ١٤١، وتفسير أسماء الله الحسنى للزجاج ص ٦٤.
(٧) سورة الكهف آية (٢٤).
(٨) انظر المعتمد لأبي يعلى ص ٦٨.

<<  <   >  >>