للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غير مسلم وقد وقع الاتفاق على إثبات أسماء لله ليست مما ثبت بالسمع وقد مر ذكرها قريبًا، فلا داعي لإعادتها، ولما بينا من أن أسامي الله تعالى مشتقة من صفاته فالصفات ثابتة له ولقوله صلى الله عليه وسلم في دعاء الكرب "اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك. أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب همي وغمي" (١).

وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة: "فأقوم قآتي تحت العرش فأقع ساجدًا لربي عز وجل، ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده. وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي .. الحديث" (٢). وفي قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الأول "استأثرت به في علم الغيب عندك" وقوله في الحديث الثاني "ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي" دليل على أن أسماء الله وصفاته غير محصورة فيما وردت به


(١) انظر مسند الإمام أحمد جـ ١ ص ٣٩١، ٤٥٢. وهو في المستدرك للحاكم جـ ١ ص ٥٠٩، ٥١٠. وقال هذا الحديث على شرط مسلم إن سلم من أرسال عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود فإنه مختلف في سماعه من أبيه. والصحيح ثبوت سماعه كما يرجح هذا البخاري في تاريخه الصغير جـ ١ ص ٧٤. وكما ذكره في التاريخ الكبير جـ ٥ ص ٢٩٩، ٣٠٠. انظر تهذيب التهذيب جـ ٦ ص ٢١٥، ٢١٦. والحديث أيضا في مجمع الزوائد جـ ١٠ ص ١٣٦، ١٣٧. وقال أحمد شاكر في شرح المسند جـ ٥ ص ٢٦٦ - ٢٦٨ وجـ ٦ ص ١٥٣ إسناده صحيح.
(٢) انظر صحيح البخاري جـ ٣ ص ١٠٧، ١٠٨، وصحيح مسلم جـ ١ ص ١٨٤ - ١٨٦. وسُنن الترمذي جـ ٤ ص ٦٢٢ - ٦٢٤ ومسند الإمام أحمد جـ ٢ ص ٤٣٦.

<<  <   >  >>