للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نفسه قوله تعالى: " {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (٥)} " (١) وقوله " {وَأَكِيدُ كَيْدًا (١٦)} " (٢) وقوله " {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (٥٤)} " (٣) فقال: ولا يحل لأحد أن يسميه البناء ولا الكياد، ولا الماكر، ولا المتجبر، ولا المستكبر، لا على أنه المجازى بذلك ولا على وجه أصلًا.

وتلك الآيات ونحوها مما ورد في القرآن الكريم مثل قوله تعالى " {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} " (٤) وقوله: " {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} " (٥) وقوله: " {سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ} " (٦) وقوله: " {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} " (٧) وغير هذا في القرآن كثير، والأسماء المشتقة من هذه الأفعال يحيل العقل معانيها في اللغة على الله تعالى، وقد وردت على طريق الجزاء فلا يشتق لله تعالى من هذه أسماء وما في معناها مما فيه إيهام معنى لا يجوز على الله تعالى (٨). ولا يطرد هذا فيما ليس فيه إيهام معنى لا يجوز على الله تعالى. فيشتق له من أسمائه الحسنى صفات لأنها تقتضي المدح والثناء بنفسها فما اشتق منها فهي دالة عليه ودلالته دلالتها.

وأما الحديث الذي استدل به ابن حزم على أن أسماء الله تعالى تسعة وتسعون اسما فقط. ويذكر أن الزيادة من الإِلحاد فيها. فهذا


(١) سورة الشمس آية (٥).
(٢) سورة الطارق آية (١٦).
(٣) سورة آل عمران آية (٥٤).
(٤) سورة الأحزاب آية (٥٧).
(٥) سورة المائدة آية (٣٣).
(٦) سورة التوبة آية (٧٩).
(٧) سورة البقرة آية (١٥).
(٨) انظر المعتمد في أصول الدين لأبي يعلى ص ٦٢، ٦٣. والمقصد الأسنى للغزالي ص ١٦٧، ١٦٨.

<<  <   >  >>