للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والآيات الدالة على أن الله تبارك وتعالى قادر كثيرًا جدًّا ولا يعقل أن يكون قادرًا إلا من له قدرة قائمة به ومن الآيات قوله تبارك وتعالى: " {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} " (١) وقوله تعالى: " {وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا} " (٢) وقوله: " {إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا} " (٣).

ويدل على أن الله تعالى قادر ظهور الأفعال منه تعالى إيجادًا لاستحالة ظهورها من العاجز (٤). وإذا ثبت أنه قادر وجب أن يكون له قدرة بيان هذا كما قال ابن تيمية: "إن الفاعل إما مجرد الذات، وإما الذات بصفة فإن كان الأول فمعلوم أن العلة التامة تستلزم وجود المعلول، فإذا كان مجرد الذات هو الواجب فمجرد الذات علة تامة فيلزم وجود المعلول جميعه، ويلزم قدم جميع الحوادث وهو خلاف المشاهد. وإن كان الثاني فالصفة التي يصلح بها الفعل هي القدرة، أو يقال فإذا لم يكن موجبًا لذاته بل بصفة تعين أن يكون مختارًا فإنه إما موجب بالذات، وإما فاعل بالاختيار والمختار، إنما يفعل بالقدرة، إذ القادر هو الذي إن شاء فعل وإن لم يشأ لم يفعل فأما من يلزمه المفعول بدون إرادته فهذا ليس بقادر بل ملزوم بمنزلة الذي تلزمه الحركات الطبيعية التي لا قدرة له على فعلها ولا تركها" (٥).

ومما يدل أيضًا على أن الله تعالى قادر بقدرة، أنه لا يخلو إما أن يكون تعالى قادرًا بذاته لا بقدرة، أو قادرًا بقدرة هي ذاته أو بقدرة ليست ذاته.


(١) سورة النحل: آية (٧٠).
(٢) سورة الفرقان: آية (٥٤).
(٣) سورة فاطر: آية (٤٤).
(٤) انظر كتاب اللمع للأشعري ص ٢٦. والإِنصاف للباقلاني ص ٣٥.
(٥) شرح العقيدة الأصفهانية ص ٢٥.

<<  <   >  >>