للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والكذب والنسيان وغير ذلك. وإذا لم يفعل تبارك وتعالى شيئًا لم يكن عدم فعله له عجز، وإنما لعدم إرادته تعالى فعله، ولو وصف تعالى بعدم القدرة على هذا لم يكن تركه له وتنزهه عنه مدحًا، وإنما يأتي المدح إذا لم يفعله وهو مقدور له، وترك فعله، لأن الاتصاف به نقص والله لا يوصف إلا بما هو مدح وثناء في نفسه، أو يتضمن المدح والثناء له تبارك وتعالى كالعلم والقدرة والكلام والإِرادة والسمع والبصر .. الخ.

فصح أن الله تعالى قادر على ما لم يفعله مما هو ممكن ولم يشأ فعله سبحانه وتعالى.

والذي نقول عن القدرة أنها صفة من صفات ذات الله تعالى فهو قادر بقدرة قديمة قائمة بذاته متعلقة بجميع المقدورات غير متناهية بالنسبة إلى ذاتها ولا بالنظر إلى متعلقاتها (١).

والدليل على اتصاف الله تعالى بهذه القدرة، وأنها قائمة به قوله تعالى: " {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً} " (٢). وقوله: " {ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} " (٣). وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك" (٤).

وفي الآيتين والحديث دلالة على إثبات صفة القدرة لله تبارك وتعالى.


(١) انظر شرح المواقف ص ٩٥، وغاية المرام للآمدي ص ٨٥.
(٢) سورة فصلت: آية (١٥).
(٣) سورة الذاريات: آية (٥٨).
(٤) مرّ تخريجه قريبًا.

<<  <   >  >>