للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْمُنْذِرِينَ} (١).

ويرى أن القران، وكلام الله لفظ مشترك يعبر به عن خمسة أشياء:

١ - الصوت المسموع يسمى قرآنا حقيقة لقوله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} (٢). وقوله تعالى: {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ} (٣). وقوله تعالى: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} (٤) وصدق مؤمني الجن في قولهم: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ} (٥). فصح بهذا أن المسموع وهو الصوت الملفوظ به هو القران حقيقة وهو كلام الله تعالى. والصوت هو الهواء المندفع من الصدر والحلق والحنك واللسان والأسنان، والشفتين إلى آذان السامعين بحروف الهجاء. وحروف الهجاء والهواء كل ذلك مخلوق. يقول تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} (٦). وقال تعالى: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} (٧). واللسان العربي ولسان كل قوم كل ذلك مخلوق بلاشك.

٢ - المفهوم من صوت القارىء يسمى قرآنًا وكلام الله على الحقيقة والمعبر عنه في القران كله مخلوق حاشا الله تعالى وتقدس خالق


(١) سورة الشعراء: الآيان (١٩٣، ١٩٤).
(٢) سورة التوبة: آية (٦).
(٣) سوة البقرة: آية (٧٥).
(٤) سورة المزمل: آية (٢٠).
(٥) سورة الجن: الآيتان (١، ٢).
(٦) سورة إبراهيم: آية (٤)
(٧) سورة الشعراء: آية (١٩٥).

<<  <   >  >>