للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا قرأه المبلغ فقد يشار إليه من حيث هو كلام الله فيقال هذا كلام الله مع قطع النظر عما بلغه به العباد من صفاتهم وقد يشار إلى نفس صفة العبد كحركته وحياته وقد يشار إليهما فالمشار إليه الأول غير مخلوق، والمشار إليه الثاني مخلوق والثالث منه مخلوق ومنه غير مخلوق" (١).

والمسموع من القارىء كلام الله تعالى على الحقيقة لقوله: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} (٢).

فبين أن المسموع كلام الله تعالى. ويدل لهذا ايضًا توعد الله تبارك وتعالى بالنار للمغيرة بن شعبة المخزومي على مقالته حين سمع تلاوة القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: {إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ} (٣). فقال تعالى: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ} (٤). أي على مقالته هذه ولو كانت التلاوة التي سمعها للقرآن غير المتلو لما توعده بالنار. لكن سمع السامع، وفهم الفاهم لكلام الله تعالى شيء حدث في السامع والفاهم عند إرادة الله تعالى سماع كلامه وفهمه (٥).


(١) مذهب السلف القويم ضمن مجموعة الرسائل والمسائل (٣: ٥٨، ٥٩). وانظر كتاب الفقه الأكبر في التوحيد للشافعي ص (١٥). والإبانة للأشعري ص (٢٩). والإنصاف للباقلاني ص (٨١ - ٨٩). والمعتمد في أصول الدين ص (٩٠، ٩١). والاعتقاد للبيهقي ص (٤١). ولمع الأدلة للجويني ص (٩٢). وبيان المعاني في شرح عقيدة الشيباني ص (٩/ أ) مخطوط.
(٢) سورة التوبة: آية (٦).
(٣) سورة المدثر: آية (٢٥).
(٤) سورة المدثر: آية (٢٦).
(٥) انظر الرد على الجهمية للدارمي ص (٨٥). والإنصاف للباقلاني ص (٩٤، ٩٥). والاعتقاد للبيهقي ص (٤١). والمعتمد في أصول الدين لأبي يعلى ص (٨٨). ولمعة الاعتقاد لابن قدامة ص (١٤).

<<  <   >  >>