للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا يجوز إطلاق اللفظ على القرآن، فلا يقال لفظي أو اللفظ بالقرآن مخلوق، أو غير مخلوق، لأن اللفظ في لغة العرب: أن ترمي في الشيء كان في فيك، ولفظ بالشيء يلفظ لفظًا تكلم. يقول تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (١). ولفظت بالكلام، وتلفظت به أي تكلمت (٢).

وقال الإمام أحمد: "من قال لفظي بالقران مخلوق فهو جهمي" (٣) لأن هذا يشعر أن هذا القرآن الذي يقرؤه ويلفظ به مخلوق من اللفظ وهو الرمي، لأن كلمة اللفظ فيها إجمال.

والذين قالوا هذا القول أرادوا إثبات أنه مخلوق فزينوا بدعتهم بهذا القول، والذي يصح أن يقال عن القرآن إنه يقرأ ويتلى ويكتب ويحفظ (٤).


(١) سورة ق: آية (١٨).
(٢) انظر مختار الصحاح ص (٦٠١)، ولسان العرب (٩: ٣٤١، ٣٤٢).
(٣) كتاب السنة لأحمد بن حنبل رواية ابنه عبد الله ص (٢٩). وانظر مسائل الإمام أحمد رواية إسحاق بن إبراهيم ص (١٥٢، ١٥٤).
(٤) انظر كتاب السُّنة للإمام أحمد ص (٢٨، ٢٩). والإبانة للأشعري ص (٢٩، ٣٠). ومقالات الإسلاميين له (٢: ٢٧١). وكتاب الشريعة للآجري ص (٨٩). وعقيدة السلف وأصحاب الحديث للصابوني ضمن الرسائل المنيرية المجلد الأول (١: ١٠٨، ١٠٩). والمعتمد في أصول الدين لأبي يعلى ص (٨٩، ٩٠). وكتاب مذهب السلف القويم لابن تيمية ضمن الرسائل والمسائل (٣: ٢١، ٢٤). ومختصر الصواعق المرسلة (٢: ٤٣٨ - ٤٤١). والمدخل إلى مذهب الإمام أحمد لابن بدران ص (١٠).

<<  <   >  >>