للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بسمع، وبصير ببصر وهذا مذهب أهل السنة والجماعة. وقد بينا هذا عند الكلام على اتصاف الله تعالى بالصفات (١). وأن المذهب الصحيح هو أن أسماء الله تعالى ليست أعلامًا جامدة فكل اسم مشتق من صفة.

ونريد هنا أن نبين الأدلة على إثبات أن السمع والبصر صفتان قائمتان بذاته تعالى زائدتان على كونه عالمًا (٢). زيادة على دلالة سميع وبصير - الواردة في الآيات - على إثبات السمع والبصر.

الدليل الأول:

إن الله تبارك وتعالى لو لم يتصف بالسمع والبصر، لا تصف بضد ذلك، وهو العمى، والصمم، لأن القابل للشيء لا يخلو عنه أو عن ضده والمصحح لكون الشيء سميعًا بصيرًا هو الحياة فإذا انتفت إمتنع إتصاف المتصف بذلك، والجمادات لا توصف بالسمع والبصر لانتفاء الحياة فيها وإذا كان المصحح هو الحياة كان الحي قابلًا لذلك فإن لم يتصف به لزم اتصافه بأضداده.

إذ لو جاز خلو الموصوف عن جميع الصفات المتضادات لزم وجود عين لا صفة لها، وهو جوهر بلا عرض يقوم به. وقد علم بالاضطرار


(١) انظر ص (١٩٤ - ١٩٨).
(٢) انظر أصول الدين للبغدادي ص (٩٦ - ٩٨)، ونهاية الإقدام للشهرستاني ص (٣٤١، ٣٤٥، ٣٤٦)، غاية المرام للآمدي ص (١٢٦، ١٢٧)، شرح الأصفهانية ص (٧٣، ٧٤)، والدليل الصادق على وجود الخالق لجاب الله (١: ١٢٧).

<<  <   >  >>