للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} (١). وقال {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} (٢) وقال ابن حزم إن الذات كالنفس ونفس الله تعالى إخبار عنه لا عن شيء غيره أصلًا (٣).

مذهب ابن حزم في إثبات النفس والذات لله تعالى مذهب صحيح (٤) فيما نرى. موافق لما ورد بالنص من إثبات النفس له تعالى. ولم تصح عبارة ابن حزم التي يسوقها بعد كل إثبات يدعيه إلا في هذا الموضع وهي "إن هذا إخبار عن الله لا عن شيء غيره". وهذا محلها التي هي له، لا لسائر الصفات الثابتة لله تعالى من العلم والقدرة والكلام ونحو ذلك.

ومن أدلة إثبات النفس لله تعالى زيادة على ما ذكره قوله تعالى لكليمه موسى عليه السلام: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} (٥). وقوله تعالى حكاية عن عيسى عليه السلام: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} (٦) ولا يقال إن إطلاق النفس عليه تعالى في الآية الأخيرة من باب المشاكلة، لأنها وردت من غير ذلك كما في الآيات الأولى وفي كثير من الأحاديث النبوية الصحيحة من ذلك ما روى البخاري بسنده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لما خلق الله الخلق كتب في كتابه - وهو يكتب على نفسه وهو وضع عنده على


(١) سورة الأنعام: آية (١٢).
(٢) سورة آل عمران: آية (٢٨، ٣٠).
(٣) انظر الفصل (٢: ١٧٢).
(٤) انظر كتاب التوحيد لابن خزيمة (ص ٨).
(٥) سورة طه: آية (٤١).
(٦) سورة المائدة: آية (١١٦).

<<  <   >  >>