للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العرش - إن رحمتي تغلب غضبي" (١).

تلك بعض الأدلة الدالة على إثبات النفس لله تعالى، وعندنا إن ذات الشيء هي نفسه وحقيقته فلا فرق وسنبين أيضًا ما يدل على إثبات الذات. ولكن إثبات ابن حزم للذات يخالف مذهبه إلتزام الظاهر وعدم إثبات شيء لله تعالى من غير ورود النص عليه، وقد أثبت الذات لا على استناد إلى نص وإنما على أنها كالنفس.

ونرى أن مما يصحح إثبات الذات لله تعالى أنها هي نفس الشيء وحقيقته ثم إنها وردت عن العرب منسوبة إلى الله تعالى كما في قول النابغة:

مجلتهم ذات الإله ودينهم ... قويم فما يرجون غير العواقب (٢)

وقول خبيب بن عدي رضي الله عنه حين أسره أهل مكة فلما أخرجوه للقتل قال:

وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع (٣)

وقول حسان بن ثابت شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم ينشده:


(١) صحيح الإمام البخاري (٤: ١٩٦)، صحيح مسلم (٤: ٢١٠٨) سُنن الترمذي (٥: ٥٤٩)، سنن ابن ماجه (١: ٦٧)، (٢: ١٤٣٥)، مسند الإمام أحمد (٢: ٣٩٧، ٤٣٣).
(٢) ديوان النابغة (ص ٤٩)، وانظر شرح أسماء الله الحسنى للقرطبي (ص ١٥/ أ).
(٣) انظر صحيح البخاري (٤: ١٩٦)، الكامل في التاريخ لابن الأثير (٢: ١٦٨)، رسالة تفصيل الإجمال لابن تيمية ضمن الرسائل والمسائل (٥: ٥٢)، شرح أسماء الله الحسنى للقرطبي (ص ١٥/أ) مخطوط.

<<  <   >  >>