للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ليس بأعور ومكتوب بين عينيه كـ ف ر" (١).

يدل الحديث على إثبات العينين لله تعالى، صفة من صفاته فهو صلى الله عليه وسلم ينفي نقص العور عن الله تبارك وتعالى. (٢).

فإن قال لنا من يدعي الظاهر: على أي شيء اعتمدتم في إثبات العينين لله تبارك وتعالى. وكل ما ورد بالنص إنما هو إثبات العين والأعين لله تعالى فقط.

قلنا: اعتمدنا في ذلك على ما ورد بالنص من القرآن الكريم والسنة المطهرة. فجاء في القرآن إثبات الأعين بالجمع، والعين بالإفراد، وعلى هذا قلنا بإثبات العينين لأن ذلك جائز في لغة العرب فيعبر بها عن الإثنين بلفظ الجمع كما في قوله تعالى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} (٣). والمراد قلباكما، ويقوم فيها، الواحد مقام الإثنين كما يقال رأيت بعيني، وسمعت بأذني، والمراد عيناي وأذناي (٤).

وحيث صح هذا في لغة العرب وجاء في السنة النبوية ما يثبت العينين لله تعالى حملنا ما ورد بإثبات المفرد أو المجموع على التثنية والذي ورد في السنة قول الرسول صلى الله اعليه وسلم في الحديث السابق "إن ربكم ليس بأعور" فالنقص منفى عن الله تبارك وتعالى،


(١) صحيح الإمام مسلم (٤: ٢٢٤٨)، وانظر صحيح البخاري (١: ١٩١) (٢: ١٧٣)، (٤: ٢٩، ١٦٣، ١٩٧)، سنن أبي داود (٤: ١١٦)، سنن الترمذي (٤، ٥١٤)، سنن ابن ماجة (٢: ١٣٥٣). مسند الإمام أحمد (٣: ٢٢٨)، (٥: ٣٨، ٢٢١)، التوحيد لابن خزيمة (ص ٤٤).
(٢) انظر الإعتقاد للبيهقي (ص ٣٠، ٣١).
(٣) سورة التحريم: آية (٤).
(٤) انظر مختصر الصواعق المرسلة (١: ٣٢)، التفسير القيم لابن القيم (ص ٤٩٥)، شرح العقيدة الواسطية للهراس (ص ٥٦، ٥٧) الأسئلة والأجوبة الأصولية لابن سلمان (ص ١٣٣).

<<  <   >  >>