للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صائرون إليها. (١)

وعدم إثبات القدم صفة لله تعالى هو مذهب المعتزلة عامة (٢) وبعض الأشاعرة (٣).

يقول الآمدي في تأويل الحديث: "يحتمل أن يراد به بعض الأمم المستوجبين النار، وتكون إضافة القدم إلى الجبار تعالى إضافة التمليك. وقد قيل يحتمل أن يكون المراد به قدم بعض الجبارين المستحقين للعذاب الأليم بأن يكون قد ألهم الله النار الاستزادة إلى حين استقرار قدمه فيها". (٤)

فالتأويل الأول الذي ذكره الآمدي هو مذهب المريسي وابن حزم ومن تبعهم.

ونرى عدم صحة هذا القول وأن تأويل القدم والرجل الوارد ذكرهما في الحديث بالجماعة، أو بغير ما يدل عليه اللفظ من الصفة الحقيقية لله تعالى على ما يليق بجلاله وكماله: (٥) لا يتم حتى مع صحة ورود الرجل والقدم بمعنى الطائفة والجماعة لغة. (٦) إذ لا يلزم على هذا أن تلازم ذلك المعنى دون غيره مما وضعت له، بل إن حال الكلام الذي ترد فيه هو المحدد للمعنى المقصود من معانيها.


(١) انظر رد الدارمي على المريسي (ص ٦٦).
(٢) انظر المعتمد في أصول الدين لأبي يعلي (ص ٥٤).
(٣) انظر الشامل في أصول الدين للجويني (ص ٥٦٢ - ٥٦٥)، أساس التقديس للرازي (ص ١٤١ - ١٤٣)، غاية المرام للآمدى (ص ١٤١).
(٤) غاية المرام للآمدى (ص ١٤١).
(٥) انظر المعتمد لأبي يعلي (ص ٥٤)، شرح المواقف (ص ١٧٨، ١٧٩)، قلائد المرجان للنابلسي (ص ٦٠/ أ، ب) شرح الواسطية للهراس (ص ٩٨)، الأسئلة والأجوبة الأصولية (ص ٢١٥).
(٦) انظر لسان العرب (١٣: ٢٨٩).

<<  <   >  >>