للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة". (١)

وقرب العباد من الله تعالى بتقربهم إليه وهذا مما يقربه جميع من يقول إنه فوق عرشه عال على سمواته بائن من خلقه، ومعيته لهم بعلمه وإحاطته وتوفيقه وهدايته ورحمته لعباده وهذا هو المشهور عن سلف الأمة وأئمتها. (٢)

فإن قيل: إذا أثبتم نزول الله تعالى حقيقة في زمن محدد من الليل وسلمتم أن هذه المدة التي ينزل فيها سبحانه تستغرق كل الزمن على أي قول، وقد ورد أن الله سبحانه يقرب عشية عرفة، وينزل إلى السماء الدنيا لأجل الحجاج. (٣) وهذا الوقت هو بلا شك من أوقات نزوله من الليل في أماكن أخرى في غير عرفة، فكيف يكون قريبا من الحجاج في عرفة ونازلا لإجابة دعاء الداعين والغفران للمستغفرين هناك؟


(١) صحيح البخاري (٤: ١٩٦)، صحيح مسلم (٤: ٢٠٦١)، سُنن الترمذي (٥: ٥٨١)، سُنن ابن ماجه (٢: ١٢٥٥)، مسند أحمد (٢: ٤١٣، ٤٣٥، ٤٨٠، ٤٨٢، ٥٠٩، ٥٢٤، ٥٣٤)، (٣: ٤٠، ١٢٢، ١٢٧، ١٣٠٠، ٣٧٣)، (٥: ١٥٥، ١٦٩، ٣٥١).
(٢) انظر الرد على الجهمية للإِمام أحمد ص (٣٩)، تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص (٢٢٤)، التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد لابن عبد البر (٧: ١٣٨، ١٣٩)، بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (٢: ٢٢٨، ٢٢٩)، شرح النووي على مسلم (١٧: ٢، ٣)، فتح الباري لابن حجر ١٣. ٣٨٦).
(٣) انظر الرد على الجهمية للدارمي ص (٣٥)، شرح حديث النزول لابن تيمية ص (١١٤).

<<  <   >  >>