للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرسول صلى الله عليه وسلم فختم على قلوبهم وطبع عليها فامتنعوا بذلك من وصول الهدى إليها.

والأدلة صريحة وواضحة في الدلالة على هذا المعنى. أن الله تعالى هو الذي يضل ويهدي وهذا قول أكثر الناس (١).

يقول ابن القيم: "وقد اتفقت رسل الله أسن ولهم إلى آخرهم وكتبه المنزلة عليهم أنه سبحانه يضل من يشاء ويهدي من يشاء وأنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأن الهدى والضلالة بيده لا بيد العبد، وأن العبد هو الضال أو المهتدي، فالهداية والإِضلال فعله سبحانه وقدره. والاهتداء والضلال فعل العبد وكسبه" (٢).

وقد ذكر ابن القيم بعد هذا مراتب الهدى والضلال في القرآن، وتكلم على كل منها وبين ما بينها من الخصوص والعموم وأطال في هذا (٣).

وقد أجاب ابن تيمية على سؤال عن الباري تعالى: هل يضل ويهدي؟ بما يوافق ما ذكرنا من مذهب ابن حزم وغيره. أن الله تعالى خالق لكل شيء وأنه بمشيئته وقدرته. يقول:

"إن كل ما في الوجود فهو مخلوق له، خلقه بمشيئته وقدرته، وما


(١) انظر الفقه الأكبر للشافعي ص (١٧)، وشرح الفقه الأكبر لأبي حنيفة شرح ملا علي القاري ص (٣٧، ٣٨)، وشرح العقيدة الطحاوية ص (٨٦، ٨٧). وشرح العقيدة الواسطية للهراس ص (٨). الأسئلة والأجوبة الأصولية لابن سلمان ص (١٢، ١٣).
(٢) شفاء العليل لابن القيم ص (١٤٢).
(٣) انظر شفاء العليل ص (١٤٢ - ١٨٢).

<<  <   >  >>