للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول: "وهذا القول في الأصل قول جهم بن صفوان ومن تبعه من المجبرة" (١).

والذي نراه صوابًا هو مذهب القائلين بأن الله تعالى فعل المفعولات وأمر بالمأمورات لحكمة محمودة.

وأصحاب هذا القول كما ذكر ابن تيمية أكثر الناس من المسلمين وغير المسلمين فقال به طوائف من أصحاب الأئمة الأربعة وغيرهم، وطوائف من أهل الكلام من المعتزلة والكرامية والمرجئة وغيرهم، وأكثر أهل الحديث والتصوف وأهل التفسير وأكثر قدماء الفلاسفة وكثير من متأخيرهم على اختلاف فيما بين هؤلاء القائلين بالتعليل (٢).

والذي قلنا بتصحيحه من أقوال هؤلاء هو ما قال به طوائف من الفقهاء وأهل الحديث والصوفية وأهل الكلام وغيرهم والمتفلسفة وهو كما قال ابن تيمية:

"أنه يفعل ما يفعل سبحانه لحكمة يعلمها وهو يعلم العباد أو بعض العباد من حكمته ما يطلعهم عليه وقد لا يعلمون ذلك، والأمور العامة التي يفعلها تكون لحكمة عامة ورحمة عامة كإرساله محمدًا صلى الله عليه وسلم فإنه كما قال تعالى "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" (٣) فإن إرساله كان من أعظم النعمة على الخلق وفيه أعظم حكمة للخالق ورحمة منه لعباده" (٤).


(١) "مجموعة الفتاوي لابن تيمية (٨: ٣٨) وانظر منهاج السنة النبوية له (١: ٣٥) وشرح قصيدة ابن القيم النونية للهراس (١: ٢٥، ٢٦).
(٢) انظر رسالة الإرادة والأمر لابن تيمية ضمن الرسائل الكبرى (١: ٢٣١) ومنهاج السنة (١: ٣٤، ٣٥).
(٣) سورة الأنبياء: آية (١٠٧).
(٤) رسالة الإرادة والأمر ضمن الرسائل الكبرى لابن تيمية: (١: ٣٣٥).

<<  <   >  >>