للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يخلق الأشياء لعلة ويخلق العلة لا لعلة؟ ولا سبيل إلى دليل" (١).

هذا ما يراه ابن حزم في أفعال الله تعالى، أنها غير معللة. وأن الله تعالى لا يفعل شيئًا لعلة أوجبت عليه الفعل، مع أن كل ما فعله ويفعله فهو عدل وحكمه أي شيء كان.

هذا المبحث - تعليل أفعال الله، أو عدم تعليلها - مبحث واسع جدًّا يدخل فيه حدوث العالم، ووحدانية الله تعالى وصفاته وأفعاله وأحكامه إلى غير ذلك من المباحث الطويلة والمتشعبة.

وليس غرضنا هنا هو بحث الموضوع من حيث هو والتعرض لمسائله وفروعه فإن هذا ليس مجال بحثنا، فموضوعنا هو معرفة مذهب ابن حرم ونقده.

ومن خلال عرضنا السابق لرأي ابن حزم في أفعال الله ظهرت لنا مخالفته لرأى السلف القائلين بتعليل أفعال الله تعالى إذ ينفى أن الله تعالى يفعل شيئًا لعلة وهذا القول كما قال ابن تيمية:

"قد قال به طوائف من أصحاب مالك والشافعي وأحمد وغيرهم وهو قول الأشعرى وأصحابه وقول كثير من نفاة القياس الظاهري كابن حزم وأمثاله" (٢).


(١) المحلى لابن حزم (٥: ١، ٦) بتصرف، وانظر الفصل له (٢٣: ١، ٢٤، ٦٩، ٧٧) والأصول والفروع له (١: ١٨٦).
(٢) رسالة الإِرادة والأمر لابن تيمية ضمن مجموعة الرسائل الكبرى: (١: ٣٢٦، ٣٢٧) وانظر مجموعة الفتاوي له (٨: ٣٧، ٣٨). ومنهاج السنة النبوية له (١: ٣٤، ٣٥). وشرح قصيدة ابن القيم النونية للهراس (١: ٢٥).

<<  <   >  >>