للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والفرق بين التحديدين قليل، وأرى أن الأول أقرب إلى الصواب، لأنه رواية تلميذه وقد ذكر معها ما يرجحها، وهو ذكر أستاذه الذي بدأ السماع منه.

وعلى هذا فابن حزم طلب الحديث، وتلقاه ولما يبلغ السادسة عشرة.

ولكن يروى لنا ياقوت في معجم الأدباء عن أبي محمد بن العربي (١) أنه بلغ السادسة والعشرين ولم يبتدىء بتعلم الفقه، كما يروى لنا سبب تعلمه:

ونص الرواية الأولى: "وأقام - أبو محمد - في الوزارة من وقت بلوغه إلى انتهاء سنه ستا وعشرين سنة وقال: إنني بلغت إلى هذا السن وأنا لا أدري كيف أجبر صلاة من الصلوات". (٢)

ونص الرواية الثانية - سبب تعلمه الفقه -: "أخبرني الشيخ الإمام أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم أن سبب تعلمه الفقه أنه شهد جنازة لرجل كبير من إخوان أبيه فدخل المسجد قبل صلاة العصر والخلق فيه فجلس ولم يركع فقال له أستاذه - يعني الذي رباه - بإشارة أن قم فصل تحية المسجد فلم يفهم فقال له بعض المجاورين له: أبلغت هذا السن ولا تعلم أن تحية المسجد واجبة؟ وكان قد بلغ حينئذ ستة وعشرين عاما، قال: فقمت وركعت


(١) هو عبد الله بن محمد الأشبيلى المالكى. الوزير رحل إلى المشرق ومكث بالشام مدة وفي عودته إلى المغرب توفى بمصر في محرم سنة ٤٩٣ هـ. انظر: شذرات الذهب ج ٤ ص ١٤١، ١٤٢.
(٢) معجم الأدباء لياقوت ج ١٢ ص ٢٤٠، ٢٤١.

<<  <   >  >>