يوجب عليه اللطف والأصلح ولا إرسال الرسل ولا غير ذلك ولا ينسب إلى الله ظلمًا ولا جورًا ولا يشبه الله تعالى بخلقه فيحسن منه ما حسن منهم ويقبح منه ما قبح منهم.
وقال إن الحسن والقبح ليسا عقليين وهذا القول يناقض قول المعتزلة، وليس الصواب واحدًا منهما بل الصحيح أن الأفعال في نفسها حسنة وقبيحة، ولكن ترتب الثواب والعقاب عليها لا يكون إلا بأمر ونهى الشارع.
وفي تعليل أفعال الله تعالى يوافق ابن حزم الأشعري وأصحابه وطوائف من أصحاب مالك والشافعي وأحمد بالقول بعدم تعليل أفعال الله تعالى. والذي رأيناه راجحًا أنه تعالى يفعل ما يفعل لحكمة يعلمها وقد يعلم العباد أو بعضهم الحكمة وقد لا يعلمونها ولا يدل عدم العلم بها على نفي وجودها.
هذا وأسأل الله المولى الكريم رب العرش العظيم أن يجعل خير أعمالنا خواتمها، أن يأخذ بأيدينا إلى الصواب ويرزقنا العصمة في القول والعمل، وأن يجنبنا مهاوي الردى إنه سميع مجيب وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.