ويرجع أبو محمد بن حزم كثيرًا من الصفات إلى الذات بعد أن يثبت ألفاظها الواردة كالوجه، واليد، واليدين، والعين، والأعين، والعز، والعزة، والكبرياء، والحي والعلم والقدرة، والسميع والبصير والصحيح إثبات أن لله وجهًا ويدين وعينين وعزًا وعزة وكبرياء وحياة وعلمًا وقدرة وسمعًا وبصرًا. فهو حي بحياة، وعالم بعلم وقادر بقدرة وسميع وبصير بسمع وبصر صفات له حقيقة على ما يليق بجلاله، وكل صفة منها تدل على معنى يخالف ما تدل عليه الأخرى وتعلقات تخالف تعلقاتها.
ويخالف ابن حزم منهجه الأخذ بظواهر النصوص ويذهب إلى التأويل فيؤول الصورة، والأصابع، والساق، والاستواء والنزول بما يخالف ظاهرها المراد، والصحيح إثبات تلك الصفات لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته.
ويوافق ابن حزم مذهب أهل السنة والجماعة في إثبات الماهية لله تعالى والنفس والذات، ونفى أن يكون الجنب صفة لله تعالى على الصحيح، ويوافقهم في إثبات رؤية الله تعالى رؤية حقيقية في أحد قوليه ليس معرفة لما ورد بالنص الصريح الموجب للقبول ولا تحصل تلك الرؤية إلا في الآخرة.
ويوافقهم في إثبات كلام الله تعالى فيرى أن القرآن كلام الله تعالى على الحقيقة. ولكن يضطرب قوله بأن الله تعالى متكلم والصواب أنه تعالى متكلم حقيقة.
ومما وافق فيه ابن حزم أهل السنة غالب مباحث أفعال الله تعالى فيثبت قضاء الله تعالى وقدره، وخلقه تعالى لأفعال عباده وهدية لهم وإضلالهم، وعدم إيجاب شيء عليه تعالى إلا ما أوجب على نفسه فلا