للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال عنه القاضي صاعد بن أحمد: "كان أبو محمد بن حزم أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام وأوسعهم معرفة مع توسعه في علم اللسان، ووفور حظه من البلاغة والشعر والمعرفة بالسير والأخبار". (١)

وبمثل ما وصفه الحميدي، وصاعد، وصفه كثير من العلماء، كأبي مروان بن حيان. (٢) واليسع بن حزم الغافقي، (٣) والقفطي، (٤) والذهبي، (٥) وابن حجر، (٦) وابن كثير وزاد بأنه طبيب ومتضلع من علم المنطق. (٧)

شهد لأبي محمد بن حزم من أشرنا إليهم وغيرهم كثير، بكثرة علمه، وسعة آفاقه، حيث إنه طرق أبواب العلوم الكثيرة وتمثلها وصار له في كل منها رأي واجتهاد، وترك في أكثرها تواليف جمة ضخمة تدل على ثروته الواسعة فيها وتمكنه القوي من ناصيتها، وقد وصفه ابن بسام: "البحر لا تكف غواربه ولا يروي شاربه". (٨)

فهو بحق العالم المحقق المستوعب وقد شهد له أكثر العلماء بالاجتهاد كالحميدي، (٩) والذهبي وقد قال: "ابن حزم رجل من


(١) الصلة لابن بشكوال ج ٢ ص ٣٩٥.
(٢) انظر: معجم الأدباء لياقوت ج ١٢ ص ٢٤٧.
(٣) انظر: سير النبلاء للذهبى ص ٢٨.
(٤) انظر: تاريخ الحكماء ص ٢٣٢، ٢٣٣.
(٥) انظر تذكرة الحفاظ ج ٣ ص ١١٤٦.
(٦) انظر: لسان الميزان ج ٤ ص ١٩٨.
(٧) انظر: البداية والنهاية ج ١٢ ص ٩٢.
(٨) الذخيرة لابن بسام - القسم الأول - المجلد الأول - ص ١٦٧.
(٩) انظر جذوة المقتبس ص ٣٠٨.

<<  <   >  >>