للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العلماء الكبار فيه أدوات الاجتهاد كاملة تقع له المسائل المحررة، والمسائل الواهية(١) وعلى الجملة فهو نسيج وحده، (٢) وأنه لمن الصعب جدًّا على الدارس، استقصاء ثقافته، وتعيين شتى المجالات العلمية التي برع فيها فهو كما وصفه زكريا إبراهيم: "المفكر الظاهري الموسوعي". (٣)

ونورد هنا نموذجًا ندرك منه سرعة استحضار ذهنه ومبلغ إحاطته بالعلم والعلماء المصنفين السابقين له وكيفية ترتيبه لهم وهو ما أورده الذهبي في سير النبلاء قال: "ورأيته قد ذكر قول من يقول: أجل المصنفات الموطأ فقال: "بل أولى الكتب بالتعظيم صحيحا البخاري، ومسلم، وصحيح ابن السكن، ومنتقى ابن الجارود، والمنتقى لقاسم بن أصبغ، ومصنف أبي جعفر الطحاوي .. (٤) ثم قال: ومسند البزار، ومسند ابن أبي شيبه، ومسند أحمد بن حنبل، ومسند إسحاق، ومسند الطيالسي ومسند الحسن بن أبي سفيان، ومسند ابن سنجر، ومسند عبد الله بن محمد المسندي، ومسند يعقوب بن أبي شيبة، ومسند علي بن المديني، ومسند ابن أبي غرزة، وما جرى مجرى هذه الكتب التي أفردت لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم صرفًا.


(١) تذكرة الحفاظ ج ٣ ص ١١٥٣، ١١٥٤.
(٢) انظر: نفح الطيب للمقرى ج ٢ ص ٢٨٤.
(٣) ابن حزم الأندلسى للدكتور زكريا إبراهيم ص ١. العنوان.
(٤) يقول الذهبي بعد هذا: "ما ذكر سنن ابن ماجة ولا جامع أبي عيسى فإنه ما رآها ولا دخلا إلى الأندلس إلا بعد موته" سير النبلاء ص ٤١.

<<  <   >  >>