للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم الكتب التي فيها كلامه، وكلام غيره، مثل مصنف عبد الرزاق، ومصنف أبي بكر بن أبي شيبه، ومصنف بقى بن مخلد، وكتاب محمد بن نصر المروزى، وكتاب ابن المنذر الأكبر، والأصغر، ثم مصنف حماد بن سلمه، وموطأ مالك بن أنس، وموطأ ابن أبي ذيب، وموطأ ابن وهب، ومصنف وكيع، ومصنف محمد بن يوسف الفريابي، ومصنف سعيد بن منصور ومسائل أحمد بن حنبل وفقه أبي عبيد، وفقه أبي ثور". (١)

وبحق إن هذا يدل على فرط ذكائه وسعة علومه، وسنتكلم على مؤلفاته قريبا ونرى مكانة بعض هذه المؤلفات عند العلماء وما قالوا عنها. وقد وصفه المستشرقون الأوربيون بمؤسس علم الأديان المقارن من أجل كتابه الفصل في الملل والأهواء والنحل. (٢)

وبعد أن عرفنا هذه المنزلة العلمية الرفيعة التي احتلها أبو محمد بن حزم بشهادات العلماء من معاصريه، ومن بعدهم إلى عصرنا الحاضر في أنواع العلوم المختلفة، وقلما يؤلف مؤلف بعد ابن حزم في فن من الفنون الكثيرة التي طرقها إلا رجع إلى مؤلفاته واستشهد بأقواله، وكفى بهذا دليلا على منزلته العلمية، فلهذا يصعب علينا ويطول لو حاولنا أن نتعرض، لبيان طريقته في كل ما طرق، ومنهجه في كل ما نهج، ولكننا علمنا بشكل عام منزلته العلمية، عند العلماء الذين أشرنا إلى بعض كلامهم عنه.

وقد وصف لنا ابن حيان، طريقة جدله ومناظراته بعد أن ذكر كثرة علمه: بأنه يحمل هذا العلم ويجادل من خالفه على استرسال في


(١) سير النبلاء للذهبي ص ٤١، ٤٢.
(٢) انظر ابن حزم الأندلسي للدكتور عبد الكريم خليفة ص ١٣٥.

<<  <   >  >>