للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فانظر كيف أثبت للمشرك حقًّا بمجرد الجوار، وقد قال -صلى الله عليه سلم: "أحسن مجاورة من جاورك تكن مسلمًا" ١, وقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" ٢, وقال -صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره" ٣, وقال -صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن عبد حتى يأمن جاره بوائقه" ٣, وقال -صلى الله عليه سلم: "أول خصمين يوم القيامة الجاران" ٥, وقال -عليه الصلاة والسلام: "إذا أنت رميت جارك فقد آذيته", ويروى أن رجلًا جاء إلى ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال له: إن لي جارًا يؤذني ويشتمني ويضيّق عليّ, فقال: اذهب فإن عصى الله فيك فأطع الله فيه، وقيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم: "إن فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وتؤذي جيرانها, فقال -صلى الله عليه وسلم: "هي في النار" ٧، وجاء رجل إليه -عليه السلام- يشكو جاره, فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم: "اصبر" , ثم قال له في الثالثة أو الرابعة: "اطرح متاعك في الطريق" , قال: فجعل الناس يمرون به ويقول ما لك؟ فيقال: آذاه جاره, قال: فجعلوا يقولون لعنه الله, فجاءه جاره فقال له: رد متاعك فوالله لا أعود"٨, وروى الزهري أن رجلًا أتى النبي -عليه السلام, فجعل يشكو جاره, فأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن ينادي على باب المسجد ألا إن أربعين دارًا جار"٩, قال الزهري: أربعون هكذا, وأربعون هكذا, وأربعون هكذا, وأربعون هكذا, وأومأ إلى أربع جهات.


١، ٢، ٣، ٤، ٥، ٦، ٧، ٨، ٩ الغزالي: إحياء علوم الدين, ج٢, ص٢١٢.

<<  <   >  >>