قال الله -عز وجل:{إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}[الإسراء: ٩] .
فلم يدع القرآن شيئًا من أمور الناس في دنياهم إلّا وله فيه ذكر، كما بيَّنَ الله في هذا القرآن ما يقيم أمر الإنسان ويضمن له سعادته في الدنيا, ويضمن له أيضًا فوزه في الآخرة.
ولقد وضع القرآن للإنسان دستور حياته، وهو دستورٌ كاملٌ للإنسانية يشتمل على العقائد والعبادات والمعاملات والآداب الفردية والاجتماعي بأسلوب واضح وحجة قوية؛ بحيث يصلح لكلِّ الأجناس ولكل زمان ومكان؛ فمنهجه من صنع الخبير العليم, الذي أحكم كل شيء صنعه، وهو منهج تتضاءل بجانبه قوى العقول البشرية، وتتقاصر دونه كل الجهود البشرية.
السور التي تختص بأمور التربية في القرآن:
ولقد أرسى القرآن العظيم في عمومه قواعد الأخلاق الكريمة، لكن هناك سورًا منه اختصت بالتربية وعنيت بالأمر بمكارم الأخلاق, واشتملت على النهي عن القبائح والمنكرات مع الأمر بالمعروف، وتضمنت الآداب العامة التي ينبغي لكل مسلم أن يتحلَّى بها, نجد ذلك في سورة النساء، وسورة النور، وسورة لقمان، وسورة الأحزاب، وسورة الحجرات, وسورة الطلاق، وفيما يلي بيان موجز لما اشتملت عليه كل سورة من هذه السور في مجال التربية الإسلامية.
"سورة النساء"
سورة النساء إحدى السور المدنية الطويلة، وهي سورة مليئة بالأحكام الشرعية، التي تنظِّمُ الشئون الداخلية والخارجية للمسلمين، وهي تُعْنَى بجانب التشريع, كما هو الحال في السور المدينة، وقد تحدثت السورة الكريمة عن أمور هامَّةٍ تتعلق بالمرأة، والبيت، والأسرة، والدول، والمجتمع، ولكن معظم الأحكام التي وردت فيها, كانت تبحث حول موضوع النساء, ولهذا سُمَّيَتْ "سورة النساء"!!