يموج العصر الحديث بمذاهب متعددة في كل مجالات الحياة، والسمة الغالبة على معظم هذه المذاهب هي المادية النفعية التي تظهر تحت أسماء مختلفة مثل: المذهب التجريبي، والوضعية المنطقية، والوجودية، والمادية الجدلية، ومذهب التطور أو النشوء والارتقاء، وغيرها من الأسماء التي تعرفها المحافل العلمية والفلسفية في علوم الطبيعة والنفس والاقتصاد وغيرها من العلم، ولكنها في النهاية تعكس لدى معتنقيها فكرًا غلابًا أساسه الإيمان بالمادة١.
إن الهمجية الاستعمارية الأوربية التي تعرض لها الشرق الإسلامي في العصر الحديث كانت رغم أعلامها السياسية ورايتها العسكرية وأهدافها الاقتصادية ذات مضمون تبشيري فكري واضح؛ هدفه استبدال الفكر الغربي المادي بالفكر الإسلامي، وتصوير فكرنا لدى الأجيال الناشئة الحائرة بأنه سبب تخلفنا، مع الربط بين تقدمهم المادي والفكر الذي يروجون له في
١ د/ عبد البديع عبد العزيز الخولي، مقال بعنوان: القضاء والقدر، من كتاب الدراسات الدينية للتأهيل التربوي، مقرر "١٠١د" ص٢٠٥، "بتصرف" إلى ص ٢١٥.