للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رفاعة بك رافع الطهطاوي:

"هو الكاتب الأديب المترجم السيد رفاعة بك الحسيني الطهطاوي شيخ الترجمة وإمام النهضة الحديثة.

ولد بطهطا من أسرة شريفة افتقرت بعد غنى، فتنقل به والده في بعض بلاد مديريته قنا بضع سنين تعلم في أثنائها القرآن الكريم، ودرس مبادئ العربية، وحفظ كثيرا من المتون على أخواله، ثم انتخب إماما لبعض فرق الجيش، ولم يلبث أن اختاره المرحوم محمد علي باشا إماما ومعلِّما لأول بعث علمي أرسل إلى فرنسا سنة ١٢٤١، فراقته علوم أوربه وعظمتها، فأكب بنفسه على تعلم الفرنسية حتى أجادها فهما وإنشاء وإن لم يجدها نطقا وارتجالا، وكتب في أثناء إقامته بباريس كتاب رحلته إلى أوربه، وترجم قلائد المفاخر، في غرائب الأوائل والآواخر، فسر بذلك محمد علي باشا فلما عاد إلى مصر سنة ١٢٤٧هـ اختاره رئيسا للترجمة بمدرسة أبي زعبل، فترجم بها كثيرا من الكتب الدروس، واشترك هو وأستاذه الشيخ حسن العطار في اقتراح إنشاء الوقائع المصرية وتحريرها، ثم انتقل إلى مدرسة المدفعية "الطبجية" بطرة لترجمة الكتب الهندسية، ثم صار مديرا لمدرسة الألسن والترجمة، فبلغ عدد تلاميذها ٢٥٠ تلميذًا، تم على أيديهم ترجمة أكثل ما نقل من علوم أوربه الحديثة إلى العربية زمن محمد علي باشا إسماعيل باشا، ولما ألغيت مدرسة الألسن زمن عباس باشا الأول، وتقلب في عدة مناصب، ثم بقي مدة بلا عمل إلى أن أعيد زمن إسماعيل باشا إلى نظارة قلم الترجمة، وانتخب عضوا بلجنة المدارس، وتولى إدارة مجلة روضة المجال، وعكف على الترجمة والتأليف حتى توفي سنة ١٢٩٠هـ تاركا لمصر كتبا ورجالا هم أركان النهضة الحديثة"١.


١ من كتاب الأدب الوسيط، ص٣٣١، ٣٣٢.

<<  <   >  >>