تعرض البحث لمناقشة موضوع التربية الدينية تحت عنوان "من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي" على مدى فصول خمسة مرتبة ترتيبًا منطقيًّا، مراعيًا في ذلك أن يفضي كل فصل منها إلى الذي يليه، ومتدرجًا في ربط القضايا؛ لتكون في هيئة حلقات يمسك بعضها بعناق بعض؛ ليصنع في النهاية إطارًا علميًّا يحدد موضوع التربية الدينية ويلم بجميع أطرافه في إيجاز غير مخل.
ومع مناقشة الكليات والجزئيات لمفهوم التربية الدينية والمصادر التي تستمد منها والمنهج الذي تقوم عليه ووسائل تطبيقه والجهات المسئولة عن تطبيق هذا المنهج توصل البحث في النهاية إلى النتائج التالية:-
أولا: أن التربية هي عملية التنشئة والرعاية والتوجيه من جانب الكبير تجاه الصغير والعالم حيال المتعلم وأن الإسلام تناول كل شئون الفرد بالتوجيه والإرشاد والتعليم فلم يدع في حياته شيئا إلَّا وقد أفاده فيه بما يصلحه، كذلك بالنسبة لحياة المجتمع لم يدع فيها أمرا إلا وجعل له نظاما وهديا بحيث يضمن للناس السعادة دائما والأمان في حاضر أيامهم ومستقبلها. وأن الله سبحانه وتعالى ربى عباده بأن خلقهم على الفطرة، وأرسل إليهم الرسل والأنبياء، ونزل إليهم الكتب والرسالات.