ومعظم مناهج التعليم في المدارس التربوية لا تحقق هذا المعنى أي لا تحقق التوجيه الإسلامي في أثناء علمية التدريس بالقدر الكافي؛ لأن من يراجع مادة الدين الإسلامي على المستويات الثلاثة "الابتدائي، الإعدادي، الثانوي" سوف يلمس مدى الضعف في مناهج التربية الدينية المقررة في كل مستوى. وقد ترتب على هذا الضعف انصراف معظم الطلاب عن الغاية العظمى من التعليم، وربما كان منهم الكارهون للمدرسة، والذين يتجرعون مناهجها في غضاضة، ودليلنا على ذلك خلو ساحة الأدب والأدباء والشعراء من أمثال الرافعي وشوقي وحافظ والمازني والعقاد وطه حسين وتيمور ويحيى حقي وأحمد شاكر وغيرهم ممن كان يشار إليهم بالبنان؛ وما ذاك إلا لأن الطالب في هذه المراحل لم يحفظ القرآن ولم يحفظ الحديث النبوي، ولم يتلقَ اللغة العربية الأصيلة عن حب في جميع المراحل التعليمية، أضف إلى ذلك ضياع الخط العربي بأنواعه؛ لأهمال هذا الفن الأصيل، وعدم تدريسه كما كان سائدا في التعليم القديم.