للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[للرسول حقوق على كل من آمن به]

...

للرسول حقوق كل من آمن به ١:

إن الله -سبحانه وتعالى- أوجب لنبينا -صلى الله عليه وسلم- على القلب واللسان والجوارح حقوقًا زائدةً على مجرَّدِ التصديق بنبوته، كما أوجب سبحانه على خلقه من العبادات على القلب واللسان والجوارح أمورًا زائدة على مجرد التصديق به سبحانه، وحرَّمَ سبحانه لحرمة رسوله -مما يباح أن يفعل مع غيره- أمورًا زائدة على مجرد التكذيب بنبوته.

فمن ذلك: أنه أمر بالصلاة عليه والتسليم, بعد أن أخبر أن الله وملائكته يصلون عليه٢، والصلاة تتضمن ثناء الله عليه، ودعاء الخير له، وقربته منه، ورحمته له، والسلام عليه يتضمن سلامته من كل آفة؛ فقد جمعت الصلاة عليه والتسليم جميع الخيرات، ثم إنه يصلي سبحانه عشرًا على من يصلي عليه مرةً واحدةً حضًّا للناس على الصلاة عليه؛ ليسعدوا بذلك، وليرحهم الله بها.

ومن ذلك: أنه أخبر أنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن حقه أن يجب أن يؤثره العطشان بالماء، والجائع بالطعام، وأنه يجب أن يُوقَى بالأنفس والأموال, كما قال سبحانه: {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ} ٣.


١ سورة البينة آية رقم ٧، ٨.
٢ من كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول, ص٢٩٧.
٣ وذلك في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: ٥٦] .
٤ التوبة: ١٢٠.

<<  <   >  >>