للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[رياضة الباطن]

وعلى الإنسان المسلم أن يروض نفسه على الطاعات، ولا يحصل ذلك إلا بدوام الفكر في الله تعالى وفي صفاته، ويذكره سبحانه تعالى، ولن يتيسر دوام الذكر والفكر إلا بوداع الدنيا وشهواتها والاجتزاء منها بقدر الضرورة، والاكتفاء منها بقدر الحاجة، وكل ذلك لا يتم إلا باستغراق أوقات الليل والنهار في وظائف الأذكار، ولكن النفس لا تصبر على فن واحد لما جلبت عليه من السآمة والملال، بل إنها إذا ردت على نمط واحد أظهرت الملا والاستثقال، وأن الله تعالى لا يمل حتى يمل الإنسان، فلا بد للإنسان أن يتلطف بنفسه بأن يروح بها من فن إلى فن ومن نوع إلى نوع، فذلك نوع من الرياضة النفسية لتطهير نوازع النفس وتطهير الأبدان من كل ملال. وعلى قدر الاستطاعة يحاول أن يستغرق كل أوقاته التي يفرغ فيها من عمله وسعيه في تأدية العبادة المتنوعة بحسب الأوقات المختلفة، فالله سبحانه وتعالى يقول لرسول صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا، وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل: ٨] ، وقال: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ، وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ

<<  <   >  >>