للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المجتمع المسلم ضرورة لازمة للتربية الإسلامية]

"إن تكوين المجتمع المسلم هو الهدف الأخير من التربية الإسلامية، ولكنه في الوقت ذاته الأداة الموصلة إلى تثبيت المفاهيم الإسلامية، وتنشئة الأفراد عليها منذ نعومة أظفارهم؛ حتى يتطبعوا بانطباعاتها، ويكونوا صدى ذاتيًّا للتفاعل معها والتشرب بها"١.

وفي المجتمع المسلم الذي تقوم فيه العلاقات كلها مرتبطة بالله؛ يتعاون الناس على البر والتقوى ولا يتعاونون على الإثم والعدوان، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويتعاونون، على تهيئة الجو للناشئة أن تتربى في ظل العقيدة النظيفة من الأدران٢. في هذا المجتمع توجد الحكومة المسلمة والشعب المسلم والاقتصاد المسلم والاجتماع المسلم والأسرة المسلمة والمدرسة والمسلمة والصحيفة المسلمة والإذاعة المسلمة والفن المسلم٣. فالمفاهيم الإسلامية تحكم الجميع.

والطفل حين يتعود على مخالطة الناس يتأثر بما هم عليه من العادات والتقاليد فعينه تسجل المناظر وأذنه تسجل الكلام والأصوات، وإنما تظهر الأخلاق في المناظر والهيئات، وفي الكلام والأصوت، فإذا كانت الأخلاق إسلامية سلمت المناظر من العيوب والأصوات من النشاز، وعين الطفل وأذنه يسجلان أحوال المجتمع من حواليه فإذا كانت النساء ملتزمات بتقاليد الإسلام، فإن ذلك يظهر لعين الطفل في الاحتشام في الملبس والحياء عند الكلام، وكذلك بالنسبة للرجال تسجل لهم عين الطفل الهيئات في الملبس والحركة والتصرف بينما تسجل أذنه لهم كلامهم إذا كان صدقا أو كذبًا، عبادة أو مجونا.. وهكذا ومن كل هذا وذاك تنمو شخصية الولد ويكون سلوكه وأخلاقه.


١، ٢، ٣ محمد قطب: منهج التربية الإسلامية، دار الشروق، الطبعة الحادية عشرة ١٤٠٨- ١٩٨٨، ج١ ص٢١٧، ص٢٢٠.

<<  <   >  >>