"هو أبو المعارف المصرية العالم المؤرخ المؤلف المترجم المربي العظيم علي بن مبارك بن سليمان بن إبراهيم، مصلح العلم والإدارة بالديار المصرية، ومؤسس دار العلوم ودار الكتب المصرية.
ولد سنة ١٢٣٩ بقرية برنبال الجديدة من مديرية الدقهلية وكان والده الشيخ مبارك من أهل الفقه والعلم ببلده، فضاق به العيش، فانتقل إلى مديرية الشرقية، وشغل بالمعاش عن تربيته بنفسه، فكان يرسله إلى معلم قاسٍ يتعلم عليه القرآن الكريم، فحفظه وهرب من المعلم؛ لقسوته وضربه، وأحذ يتعلم الكتابة على بعض كتاب المراكز والقرى، ويفر من قسوة هذا إلى ظلم ذاك، حتى عثر في بعض خرجاته بتلاميذ ذاهبين إلى مدرسة أبي زعبل فصحبهم ودخل المدرسة.
ثم اختير في جملة من تلاميذها لمدرسة قصر العيني وسنه ١٢ سنة، ودرس الرياضة فبرع فيها، فانتخب طالبا بمدرسة الهندسة، فأكمل في خمس سنوات درس فن الهندسة، وأرسل إلى أوربه سنة ١٢٦٠ ليتمم دراسته بها، فمكث نحو أربع سنوات درس فيها فن الهندسة والحرب، ثم عاد إلى مصر ضابطًا بالجيش، ثم قدم لعباس باشا الأول مشروعا