[فصل في الأخطار التى تتهدد المجتمع الإسلامي في الأخلاق والعادات والتقاليد]
[تصدير المنكرات إلى بلاد المسلمين]
[مدخل]
...
[ملحق مضاف إلى البحث]
فصل: في الأخطار التى تتهدد المجتمع الإسلامي في الأخلاق والعادات والتقاليد
[تصدير المنكرات إلى بلاد المسلمين]
توطئة:
اكتسحت بلاد المسلمين في عصرنا الحاضر موجة عاتية من المنكرات الوافدة علينا من الغرب الأوربي والأمريكي أصابت الأسر والبيوتات، ومعاهد العلم والجامعات، فما من أسرة مثقفة إلا نالت منها نصيبا موفورًا؛ سواء في ذلك الرجال والنساء، والأولاد والبنات، كما لم تسلم منها طوائف المجتمع وطبقاته إلا من عصمه الله.
ولقد أحدثت تلك الموجة ريح السموم الآتية من الغرب الحاقد، وأثارها وهيجها شياطين الفكر الغربي الذين استغووا الناس بالفتن، وزينوا لهم المعصية، فتهوروا في ظلمها حتى صرفوهم عن الرشد وأسلموهم إلى مهاوي الضلال. ولا يعلم أحد إلا الله متى تهدأ ريح السموم كي تنحسر موجة المنكرات فتعود الأمور إلى طبيعتها والحياة إلى نضارتها.
أول هبوب الريح السموم عندما جاءتنا الحملة الفرنسية؛ لتبث سمومها في المجتمع العربي المسلم، ولتنذر المسلمين بشر عظيم يأتيهم من حيث لا يعلمون، فكان أن جاء الاستعمار اللعين؛ ليعيث في الأرض الفساد، وفي النفوس الضلال والبهتان، ومكث زمنا حتى أجلاه الله عن البلاد، ولكنه ترك جراحا وبثور في جسم الأمة العربية لا زالت تنزف، وتفت من قواه.
والآن تقذف إلينا ريح السموم التي تهب من الغرب الحاقد بتيارات من الكفر والإلحاد، وتحمل معها نغمات الوثنية وأصوات الفتنة لتستميل الآذان وتبهر عقول الفتيان، ثم ترمي إلينا بدعاة الفتنة في ثياب الأطباء