كان للمسجد في صدر الإسلام وظائف جليلة، لم تفارقه إلا حين فرط المسلمون في رسالته الحضارية، فقد كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، منطلقًا للغزوات والسرايا وتبليغ دعوة الحق إلى الأمم، وإخراج البشر من عبادة الأوثان إلى عباة الله الواحد الديان.
وكان المسجد مركزًا تربويًّا يربي فيه الناس على فضائل الأخلاق، وكريم الشمائل، ومعرفة حقوقهم وواجباتهم في المجتمع المسلم. وبقي المسجد على هذه الحال إلى أن ضعفت الأمة وتفرقت، وطغت عليها الأغراض الدنيوية، فانقلبت بعض حلقاته إلى موارد للزرق، ومعاقل للتعصب المذهبي الطائفي والشخصي١.
١ مصطفى محمد حميداتو: عبد الحميد بن باديس وجهوده التربوية، كتاب الأمة، العدد ٥٧ "١٤١٨هـ - ١٩٧٩م". ص١٦٢.