للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤- تصدير عبارة "الدين أفيون الشعوب" وحجب نور الإسلام عن أهل الغرب:

قائل هذه العبارة هو كارل ماركس؛ فإن السبب الذي قال من أجله: "إن الدين أفيون الشعوب" يرجع إلى الظلم الذي كان يعانيه الفلاحون في روسيا وأوربة من الإقطاعيين حيث كان الألوف من الفلاحين يموتون جوعا كل عام ويموت الملايين من النساء بالسل وغيره من الأمراض بينما يعيش الإقطاعيون في ترف ويتمتعون بكل ألوان المتاع، وكانت روسيا في هذا الوقت مسيحية، وكان رجال الدين ينصحون الناس بالتذرع بالصبر ويقولون: "لا تقاوموا الشر.. بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا، ومن أخذك رداءك فاترك له الثوب أيضا"١. وراحوا من ثم يصرفونهم عن إحساسهم بالألم ويمنونهم بنعيم الآخرة الذي أُعد للصابرين على الظلم والراضين عن الشقاء مرغبين ومرهبين فمن عصى سيده الإقطاعي فقد عصى الله والكنيسة، ولقد كانت الكنيسة لونا من ألوان الإقطاع ذاته؛ إذ كان لها ملايين الرقيق الذين تستعبدهم في أرضها لحسابها الخاص، ولهذا كان وقوف الكنيسة إلى جانب القيصر والأشراف ضد الشعب المكافح أمرا طبيعيا، فإن لم يفلح الترغيب ولا الترهيب كانت العقوبات توقع على المتمردين على نفوذ الكنيسة باسم الخروج عن الدين والإلحاد بآيات الله..

ولهذا قال كارل ماركس آنذاك بسبب هذه الملابسات الخاصة: "إن الدين أفيون الشعوب"؛ لأن الدين هناك كان عدوًّا حقيقيًّا للشعب ولحقوقه، وكانت قولته تلك صادقة في موضعها، ولكن ضفادع الشيوعية في الشرق الإسلامي تنق بها هنا وراءه أيضا ويسحبونها على الإسلام، وليس في هذا شيء من الصدق أو الحق، وحجتهم في سحب هذه المقولة على الإسلام أن


١ إنجيل متى: الآيات من ٣٨-٤١.

<<  <   >  >>