ثانيا: أن علم التربية والتعليم علم بدأه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وصارت له مدرسة في المدينة المنورة كتابها القرآن، وبيانها ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول أو فعل أو تقرير، فذلك بيان عملي لهذا الكتاب المقرر على المسلمين، وقد شرحه لهم عمليًّا رسول الله صلى الله عليه وسلم إبان حياته؛ إذ كان يشرح لصحابته معنى الآية، ويجيبهم عن كل ما يصعب عليهم فهمه، فحمل عنه أصحابه هذا العلم، وطبقوه في حياتهم وأورثوه التابعين، وقد حمل عنهم التابعون هذا العلم، فنهضوا به خير نهض، وعلموه للأجيال من بعدهم، ونشروه في سائر الآفاق التي امتد إليها الفتح الإسلامي.
ثالثا: أن مصادر التربية الدينية في الإسلام هي:
١- القرآن الكريم.
٢- السنة النبوية المشرفة.
٣- هدى الصحابة.
٤- هدي التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
حيث لم يدع القرآن شيئا من أمور الناس في دنياهم إلا وله فيه ذكر، قد وضع للإنسان دستور حياته من عقائد وعبادات ومعاملات وآداب فردية واجتماعية فأرسى بذلك قواعد الأخلاق الكريمة، ومنه سور بعينها اختصت بالتربية، وعنيت بمكارم الأخلاق كسورة النساء والنور والأحزاب ولقمان والحجرات والطلاق، وأن القرآن اختص بأنه عالمي الدعوة؛ لما ورد فيه من الآيات الكثيرة التي تبدأ