للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن صحة الأجسام وجمالها ونضرتها من الأمور التي وجه الإسلام إليها عناية فائقة، واعتبرها من صميم رسالته، ولن يكون الشخص راجحًا في ميزان الإسلام إلا إذا تعهد جسمه بالتنظيف والتهذيب، وكان في مطعمه ومشربه وهيئته الخاصة، بعيدًا عن الأدران، وليست صحة البدن وطهارته ماديًّا فقط، بل إن أثرها عميق في تزكية النفس، وتمكين الإنسان من النهوش بأعباء الحياة، وما أحوج أعباء الحياة إلى الجسم الجلد والبدن القوى الصبور"١.

وإذا كانت الحواس المعروفة قنوات أساسية في المعرفة تعلما وتعليما تصبح صحتها وتدريبها سلامتها ورعايتها شرطا جوهريًّا لإمكان التعلم والتعليم كما أن حسن القيام بكثير من العبادات الإسلامية يتوقف على مدى ما يتمتع به الجسم من صحة وسلامة مثل الصيام والحج.

وحرصا على البدن وسلامته، فإن التربية الإسلامية تعمل على أن تعلم الإنسان كيف يعتدل في إشباع حاجاته الجسمية، يقول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: ٣١] ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه: "ما ملأ ابن آدم وعاءًا شرًا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لامحالة فاعل فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه"٢.

وكي يكون سلوك الجسم صائبا وسليما لا بد أن يتعود الإنسان على ممارسة الرياضة في جميع صورها التي تقوي الجسم وترفع من شأنه وكفاءته٣.


١ محمد الغزالي، خلق المسلم، دار الكتب الحديثة، القاهرة، طبعة سنة ١٩٧٤.
٢ رواه ابن ماجه في سننه.
٣ أحمد أبو الدهب محمود، الإسلام والتنمية البشرية، مجلة الوعي الإسلامي، العدد ٣٨٥ ص٥٤.

<<  <   >  >>