للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالوا: صدقت١ ...

وكان القرآن ينزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- يعالج أمور المسلمين ويوجههم ويحملهم إلى الهداية والرشاد.

ورى ابن عباس أنه كانت امرأ تصلي خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حسناء من أحسن الناس، فكان بعض القوم يتقدَّم حتى يكون في الصف الأول لئلَّا يراها، ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر, فإذا ركع نظر من تحت إبطيه، فأنزل الله {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ} ٢ وروي عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- أنه قال:

"كنت مع عمي فسمعت عبد الله بن أُبَيِّ سلول يقول لأصحابه: "لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا" و"لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل" فذكرت ذلك لعمي، فذكر ذلك عمي للنبي -صلى الله عليه وسلم، فدعاني النبي -صلى الله عليه وسلم- فحدثته، فأرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى عبد الله بن أبي وأصحابه، فحلفوا ما قالوا، فكذبني -صلى الله عليه وسلم- وصدقه، فأصابني شيء لم يصبني قط مثله، فجلست في البيت، فقال عمي: ما أردت إلّا أن كذبك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومقتك، فأنزل الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُون} فبعث إليَّ رسول الله ثم قال: "إنا الله صدقك"٣.


١ الترمذي, الجامع الصحيح, ج٥/ ٢٩٦, والآية من سورة الحجر برقم ٢٤.
٢ الترمذي، الجامع الصحيح ج٥/ ٢٩٤ طبعة الحلبي، والآية من سورة الحجر برقم ٢٤.
٣ رواه الترمذي في الجامع الصحيح ج٥ ص٤١٥، كتاب تفسير القرآن.

<<  <   >  >>