المسماة بالمتقدمة في سماء العلوم الدينوية، ولكنها قد خبا نجمها في سماء الأخلاقيات، والبقاء والخلود ولا يكون إلا للأخلاق، ولقد صدق شاعرنا المجيد شوقي أمير الشعراء في قوله:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ومصير تلك الدول المتقدمة إلى الزوال لا محالة مهما طال الزمن؛ لافتقارها لعامل الأخلاق، والأخلاق لدينا في الدين، والدين باقٍ؛ لأن الله تكفل بحفظه، وطريق الدين يفضي إلى النصر وإلى السيادة، فمنهاجنا هو منهاج ما كان عليه الأنبياء، والأنبياء منصورون بنصر الله لهم، ولهذا ستبقى الحضارة الإسلامية وستنتصر بإذن الله ويعلو نجمها مرة أخرى في سماء الإنسانية، ونحن في منهج التربية الدينية نتمثل أخلاق نبينا صلى الله عليه وسلم وجميع الأنبياء والصالحين، لذلك فسبلينا سبيل الريادة والسيادة، والمنهج موجود لكنه يحتاج إلى بذل المجهود، مجهود الحكام والمحكومين، ومجهود الأمراء والعلماء، وهناك خصائص بعينها يختص بها المنهج الإسلامي في التربية يجب تذكُّرها دائمًا، ونحن نمضي نحو تطبيق منهج الله نوجزها فيما يلي: