الخالق المصمم لصورة الإنسان الصالح المصلح، وأنه لا يمكن أن يشاركه أحد في تحديد المثل الأعلى. قال تعالى:{وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[الروم: ٢٧] .
ويتمثل الدور الذي تقوم به التربية الإسلامية في تنشئة الفرد المسلم على تعشق المثل الأعلى وتجسيده في حياته من خلال تثبيت أسس ودعائم فقه السير "أي سير الأنبياء وأبطال الإسلام والعلماء ورجالات الفكر"، وعلى رأس ذلك كله سيرة الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- لما في ذلك من بعث وإحياء للروح الخيرة في الناشئة والتي تجسد قيم معاني الاخلاق الفاضلة والمثل العليا المبادئ السامية مما يساعد على تطبيق السلوك الأخلاقي والاجتماعي والتربوي.
ولعل في افتقاد القدوة المثالية والأسوة الحسنة في البيت والمجتمع ما جعل كثيرًا من شبابنا يلتجئون إلى التماس القدوة في رموز غربية وافدة زينها الغرب في نفس المسلمين، ففرضت فيها تأثيرا أقوى من تأثير الأقلام والخطب، وإذا كنا نطمح إلى إيجاد المثل الأعلى في الساحة التربوية الإسلامية، فيجب على المربين والمعلمين أن يتصفوا بالقيم الفاضلة والمثل الرفيعة والعمل الجاد مما يهيئ المجال لانتشار القدوة الحسنة والمثل الأعلى وبخاصة في واقع الحياة، وبذلك نستطيع ضمان طرح البديل الإسلامي لما يعاني منه الشباب المسلم من ضياع واستلاب فكري تربوي وافتقاد للقدوة الحسنة المتميزة.
إن ربانية الفكر التربوية الإسلامي تجعل الأخلاقية من أهم خصائصه وركيزة أساسية في بناء شخصية الفرد المسلم الملتزم القادر على مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية١.