"وانشغال الأسرة علن تربية أبنائها وتنشئتهم التنشئة السليمة يؤدي إلى خواء البناء، فيصبح عرضة للتصدع وقابلا للانهيار من أول آفة تنهش فيه، وللأسف الشديد تعدد الآفات التي تستهدف النيل من أمن واستقرار المجتمع بقدر تزايد سخط الحاقدين على ما تنعم به مصر من أمان واستقرار ووحدة وطنية وانسجام بين جميع أبنائها، بل ما تضطلع به مصر من دور قيادي في الدفاع عن حقوق الأمة العربية ومملتكاتها وإصرارها على استعادة كل الأراضي العربية المحتلة بغير تنازل أو تفريط.
والطريق إلى ذلك بداية هو الطريق الذي يبدأ أولا من الأسرة وتتلى الدور الأسري وكلما كانت الأسرة عمودها وقوامها الحب والتوافق كلما أفرزت عقولا مستنيرة وأبناء يتباهي بهم الوطن في الداخل والخارج، فالثورة الحقيقية للأم لا تعكسها ثروات الأرض أو البحر، إنما تتجسد من خلال عقول أبنائها ورصيدهم والتقدم القدرة على بناء الوطن والمحافظة على ازدهاره.
وإذا كانت الأسرة هي الخلية الأولى لعملية التنشئة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، فهل آن الأوان لأن نعطيها المزيد من الاهتمام لأنه من خلالها تنمو الثقافة العامة والخاصة للأفراد وتتحدد هويتهم تتشكل شخصيتهم"١.
١ جريدة الأهرام ٦/ ١٢/ ٩٧ - مقال للأستاذ إبراهيم نافع رئيس التحرير.